فصل: قال بكر:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: فتوح البلدان **


 قال بكر‏:‏

وسمعت محمد بن يوسف الفاريابي يقول‏:‏ بعسقلان هاهنا قطائع أقطعت بأمر عمر وعثمان لو دخل فيها رجل لم أجد بذلك بأسا‏.‏

أمر جند قنسرين والمدن التي تدعى العواصم قالوا‏:‏ سار أبو عبيده بن الجراح بعد فراغه من أرض اليرموك إلى حمص فاستقراها‏.‏

ثم أتى قنسرين وعلى مقدمته خالد بن الوليد فقاتله أخل مدينة قتسرين ثم لجأوا إلى حصنهم وطلبوا الصلح فصالحهم أبو عبيده على مثل صلح حمص‏.‏

وغلب المسلمون على أرضها وقرارها‏.‏

وكان حاضر قنسرين لتنوخ مذ أول ما تنخوا بالشام نزلوه وهم في خيم الشعر ثم ابتنوا به المنازل فدعاهم أبو عبيده إلى الإسلام فأسلم بعضهم وأقام على النصرانية بنو سليح ابن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة‏.‏

فحثني بعض ولد يزيد بن حنين الطائي الأنطاكي عن أشياخهم أن جماعة من أهل ذلك الحاضر أسلموا في خلافة أمير المؤمنين المهدي فكتب على أيديهم بالخضرة قنسرين‏.‏

ثم سار أبو عبيده يريد حلب فبلغه أن أهل قنسرين قد نقضوا وغدروا‏.‏

فوجه إليهم السمط ابن الأسود الكندي فحصرهم ثم فتحها‏.‏

حدثني هشام بن عمار الدمشقي قال‏:‏ حدثنا يحيى بن حمزة عن أبي عبد العزيز عن عبادة بن نسى عن عبد الرحمن بن غنم قال‏:‏ رابطنا مدينة قنسرين مع السمط - او قال شرحبيل بن السمط - فلما فتحها أصاب فيها بقرًا وغنمًا‏.‏

فقسم فينا طائفة منها وجعل بقيتها في المغنم‏.‏

وكان حاضر طيء قديمًا نزلوه بعد حرب الفساد التي كانت بيتهم حين نزل الجبلين من نزل منهم وتفرق باقوهم في البلاد‏.‏

فلما ورد أبو عبيده عليهم أسلم بعضهم وصالح كثير منهم على الجزية‏.‏

ثم أسلموا بعد ذلك بيسير إلا من شذ عن جماعتهم‏.‏

وكان بقرب مدينة حلب حاضر يدعى حاضر حلب يجمع أصنافًا من العرب من تنوخ وغيرهم‏.‏

فصالحهم أبو عبيده على الجزية‏.‏

ثم إنهم أسلموا بعد ذلك فكانوا مقيمين وأعقابهم به إلى بعيد وفاة أمير المؤمنين الرشيد‏.‏

ثم إن أهل ذلك الحاضر حاربوا أهل مدينة حلب وأرادوا إخراجهم عنها فكتب الهاشميون من أهلها إلى جميع من حولهم من قبائل العرب يستجدونهم‏.‏

فكان أسبقهم إلى إنجادهم وإغاثتهم العباس بن زفر ابن عاصم الهلالي بالخؤولة لأن أم عبد الله بن العباس لبابه بنت الحارث بن حزن بن بجير بن الهزم وأخربوه‏.‏

وذل في أيام فتنة محمد بن الرشيد‏.‏

فانتقلوا إلى قنسرين فتلقاهم أهلها بالأطعمة والكسى‏.‏

فلما دخلوها أرادوا التغلب عليها فأخرجوهم عنها فتفرقوا في البلاد فمنهم وأخبرني أمير المؤمنين المتوكل رحمه الله قال‏:‏ سمعت شيخًا من مشايخ بني صالح بن علي بن عبد الله بن العباس يحدث أمير المؤمنين المعتصم بالله رحمه الله سنة غزا عمورية قال‏:‏ لما ورد العباس بن زفر الهلالي حلب لإغاثة الهاشميين ناداه نسوة منهم‏:‏ يا خال‏!‏ نحن بالله ثم بك‏.‏

فقال‏:‏ لا خوف عليكم إن شاء الله خذلني الله إن خذلنكم‏.‏

قال‏:‏ وكان حيار بني القعقاع بلدًا معروفًا قبل الإسلام وبه كان مقيل المنذر بن ماء السماء اللخمي ملك الحيرة فنزله بنو القعقاع بن خليد بن جزء بن زهير بن جذيمة بن رواحه بن ربيعه بن الحارث بن قطيعة بن عبسي بن بغيض أوطنوه منسب إليهم‏.‏

وكان عبد الملك بن مروان أقطع القعقاع به قطيعة وأقطع عمه العباس ابن جزء بن الحارث قطائع أو غرها له إلى اليمن فأوغرت بعده‏.‏

وكانت أو أكثرها مواتًا‏.‏

وكانت ولادة بنت العباس بن جزء عند عبد الملك فولدت له الوليد وسليمان‏.‏

قالوا‏:‏ ورحل أبو عبيده إلى حلب وعلى مقدمته عياض بن غنم الفهري‏.‏

وكان أبوه يسمى عبد غنم فلما أسلم عياض كره أن يقال عبد غنم فقال‏:‏ أنا عياض بن غنم‏.‏

فوجد أهلها قد تحصنوا فنزل عليها‏.‏

فلم يلبثوا أن طلبوا الصلح والأمان على أنفسهم وأموالهم وسور مدينتهم وكنائسهم ومنازلهم والحصن الذي بها‏.‏

فأعطوا ذلك فاستثنى عليهم موضع المسجد‏.‏

وكان الذي وزعم بعض الرواة أنهم صالحوا على حقن دمائهم وأن يقاسموا أنصاف منازلهم وكنائسهم‏.‏

وقال‏:‏ بعضهم‏:‏ إن أبا عبيده لم يصادق بحلب أحدًا وذلك أن أهلها انتقلوا إلى إنطاكية وأنهم صالحوه عن مدينتهم وهم بإنطاكية راسلوه في ذلك فلما تم صلحهم رجعوا إلى حلب‏.‏

قالوا‏:‏ وسار أبو عبيده من حلب إلى إنطاكية وقد تحصن بها خلق من أهل جند قنسرين‏.‏

فلما صار بمهروبة وهي على قريب فرسخين من مدينة إنطاكية لقيه جمع للعدو‏.‏

ففضهم ألجأهم إلى المدينة وحاصر أهلها من جميع أبوابها‏.‏

وكان معظم الجيش على باب فارس والباب الذي يدعى باب البحر‏.‏

ثم إنهم صالحوه على الجزية والجلاء‏.‏

فجلا بعضهم وأقام بعضهم‏.‏

فأمنهم ووضع على كل حالم منهم دينارًا وجريبًا‏.‏

ثم تقضوا العهد فوجه إليهم أبو عبيده عياض ابن نم بن مسلمة ففتحاها على الصلح الأول‏.‏

ويقال‏:‏ بل تقضوا بعد رجوعه إلى فلسطين فوجه عمرو بن العاص من إيلياء ففتحها ثم رجع فمكث يسيرًا حتى طلب أهل إيلياء الأمان والصلح‏.‏

والله أعلم‏.‏

وحدثني محمد بن سهم الأنطاكي عن أبي صالح الفراء قال‏:‏ قال مخلد بن الحسين‏:‏ سمعت مشايخ الثغر يقولون‏:‏ كانت إنطاكية عظيمة الذكر والأمر عند عمر وعثمان‏.‏

فلما فتحت كتب عمر إلى أبي عبيده أن رتب بإنطاكية جماعة من المسلمين أهل نيات وحسبة وأجهلهم بها مرابطة ولا تحبس عنهم العطاء‏.‏

ثم لما ولى معاوية كتب إليه بمثل ذلك‏.‏

ثم إن عثمان كتب إليه بأمره أن يلزمها قومًا وأن يقطع قطائع ففعل‏.‏

قال ابن سهم‏:‏ وكنت واقفًا على جسر إنطاكية على الأرنط فسمعت شيخًا مسنًا من أهل إنطاكية وأنا يومئذ غلام يقول‏:‏ هذه الأرض قطيعة من عثمان لقوم كانوا في بعث أبي عبيده أقطعهم إياها أيام ولاية عثمان معاوية الشام‏.‏

قالوا‏:‏ ونقل معاوية بن أبي سفيان إلى إنطاكية في سنة اثنتين وأربعين جماعة من الفرس وأهل بعلبك وحمص ومن المصرين‏.‏

فكان منهم مسلم قتل على بابٍ من أبواب إنطاكية أرض سلوقية عند الساحل وصير الفلثر وهو الجريب بدينار ومدى قمح عمروها وجرى ذلك لهم وبنى حصن سلوقية‏.‏

قالوا‏:‏ وكانت أرض بغراس لمسلمة بن عبد الملك فوقفها في سبيل البر‏.‏

وكانت عين السلور وبحيرتها له أيضًا‏.‏

وكانت الإسكندرية له ثم صارت لرجاء مولى المهدي إقطاعًا فورثه منصور وإبراهيم ابنا المهدي‏.‏

ثم صارت لرجاء مولى المهدي إقطاعًا فورثه منصور وإبراهيم ابنا المهدي‏.‏

ثم صارت لإبراهيم بن سعيد الجوهري ثم لأحمد بن أبي دؤاد الأيادي ابتياعًا‏.‏

ثم انتقل ملكها إلى أمير المؤمنين المتوكل على الله رحمه الله‏.‏

وغيره قالوا‏:‏ أقطع مسلمة بن عبد الملك قومًا من ربيعه قطائع فقبضت وصارت بعد للمأمون وجرى أمرها على يد صالح الخازن صاحب الدار بإنطاكية‏.‏

قالوا‏:‏ وبلغ أبا عبيده أن جمعًا للروم بين معرة مصرين وحلب فلقيهم وقتل عدة بطارقة وفض ذلك الجيش وسبى وغنم‏.‏

وفتح معرة مصرين على مثل صلح حلب‏.‏

وجالت خيوله فبلغت بوقا وفتحت قرى الجومة وسرمين ومر تحوان وتيزين‏.‏

وصالحوا أهل دير طيايا كذا ودير الفسيلة على أن يضيفوا من مر بهم من المسلمين وأتاه نصارى خنا صرة فصالحهم‏.‏

وفتح أبو عبيده جميع أرض قنسرين وإنطاكية‏.‏

حدثني العباس بن هشام عن أبيه قال‏:‏ خنا صرة نسبت إلى خناصر بن عمرو بن الحارث الكلبي ثم الكناني وكان صاحبها‏.‏

وبطنان حبيب بن مسلمة الفهري وذلك أن أبا عبيده أو عياض بن غمم وجهه من حلب ففتح حصنًا بها فنسب إليه‏.‏

قالوا‏:‏ وسار أبو عبيده يريد قورس وقدم أمامه عياضًا‏.‏

فتلقاه راهب من رهبانها يسأل الصلح عن أهلها‏.‏

فبعث به إلى أبي عبيده وهو بين جبرين وتل إعزاز فصالحه ثم أتى قورس فعقد لأهلها عهدًا وأعطاهم مثل الذي أعطى أهل إنطاكية وكتب للراهب كتابًا في قرية له قالوا‏:‏ وأتى أبو عبيده حلب الساجور وقدم عياضًا إلى منبج ثم لحقه وقد صالح أهلها على مثل صلح إنطاكية فأنقذ أبو عبيده ذلك‏.‏

وبعث عياض بن غنم إلى دلوك ورعبان فصالحه أهلها على مثل صلح منبج واشترط عليهم أن يبحثوا عن أخبار الروم ويكاتبوا بها المسلمين‏.‏

وولى أبو عبيده كل كوره فتحها عاملًا وضم إليه جماعة من المسلمين وشحن النواحي المخوفة‏.‏

قالوا‏:‏ ثم سار أبو عبيده حتى نزل عراجين‏.‏

وقدم مقدمته إلى بالس‏.‏

وبعث جيشًا عليه حبيب بن مسلمة إلى قاصرين‏.‏

وكانت بالس وقاصرين لأخوين من أشراف الروم أقطعا القرى التي بالقرب منهما وجعلا حافظين لما بينهما من مدن الروم بالشام‏.‏

فلما نزل المسلمون بها صالحهم على الجزية والجلاء فجلا أكثرهم إلى بلاد الروم وأرض الجزيرة وقرية جسر منبج ولم يكن يومئذ إنما اتخذ في خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه للصوائف‏.‏

ويقال بل كان له رسم قديم‏.‏

قالوا‏:‏ رتب أبو عبيده ببالس جماعة من المقاتلة وأسكنها قومًا من العرب الذين كانوا بالشام فأسلموا بعد قدوم المسلمين الشام وقومًا لم يكونوا من البعوث نزعوا من البوادي من قيس وأسكن قاصرين قومًا ثم رفضوها أو أعقابهم‏.‏

وبلغ أبو عبيده الفرات ثم رجع إلى فلسطين‏.‏

فلما كان مسلمة بن عبد الملك بن مروان توجه غازيًا للروم من نحو الثغور الجزرية عسكر ببالس‏.‏

فأتاه أهلها وأهل بوبلس كذا وقاصرين وعابدين وصفين وهي قرى منسوبة إليها‏.‏

فأتاه أهل الحد الأعلى فسألوه جميعًا أن يحفر لهم نهرًا من الفرات يسقي أرضهم على أن يجعلوا له الثلث من غلاتهم بعد عشر السلطان الذي كان يأخذه ففعل‏.‏

فحفر النهر المعروف بنهر مسلمة ووفوا له بالشرط ورم سور المدينة وأحكمه‏.‏

ويقال بل كان ابتداء العرض من مسلمة وأنه دعاهم إلى هذه المعاملة‏.‏

فلما مات مسلمة صارت بالس وقراها لورثته‏.‏

فلم تزل في أيديهم إلى أن جاءت الدولة المباركة وقبض عبد الله بن علي أموال بني أمية فدخلت فيها‏.‏

فأقطعها أمير المؤمنين أبو العباس سليمان بن علي بن عبد الله بن العباس فصارت لابنه محمد ابن سليمان‏.‏

وكان جعفر بن سليمان أخوه يسعى به إلى أمير المؤمنين الرشيد رحمه الله ويكتب إليه فيعمله أنه لا مال له ولا ضيعة إلا وقد اجتاز إضعاف قيمته وأنفقه فيما يرشح له نفسه وعلى من اتخذ من الخول وأن أمواله حلٌ طلقٌ لأمير المؤمنين‏.‏

وكان الرشيد يأمر بالاحتفاظ بكتبه‏.‏

فلما توفى محمد بن سليمان أخرجت كتبه إلى جعفر واحتج عليه بها‏.‏

ولم يكن لمحمد أخ لأبيه وأمه غيره فأقر بها وصارت أمواله للرشيد‏.‏

فأقطع بالس وقراها المأمون رحمه الله فصارت لولده من بعده‏.‏

عن عبد الله بن قيس الهمداني قال‏:‏ قدم عمر بن الخطاب رضي الله عنه الجابية‏.‏

فأراد قسمة الأرض بين المسلمين لأنها فتحت عنوة فقال له معاذ بن جبل‏:‏ والله لئن قسمها ليكونن ما نكره ويصير الشيء الكثير في أيدي القوم ثم يبيدون فيبقى ذلك لواحد ثم يأتي من بعدهم قوم يسدون عن الإسلام مسدًا فلا يجدون شيئًا‏.‏

فانظر أمرًا يسع أولهم وآخرهم‏.‏

فصار إلى قول معاذ‏.‏

حدثني الحسين بن علي بن الأسود العجلي عن يحيى بن آدم عن مشايخ من الجذريين عن سليمان بن عطاء عن سلمة الجهني عن عمه أن صاحب بصرى ذكر أنه كان صالح المسلمين على طعام وزيت وخل‏.‏

فسأل عمر أن يكتب له بذلك وكذبه أبو عبيده وقال‏:‏ إنما صالحناه على شيء ينقتع به المسلمون لمشتاهم‏.‏

ففرض عليهم الجزية على الطبقات والخراج على الأرض‏.‏

وحدثني الحسين قال‏:‏ حدثنا محمد بن عبدٍ الأحدب قال‏:‏ أخبرنا عبد الله بن عمر عن نافع عن أسلم مواى عمر أن عمر كتب إلى أمراء الجزية أن لا يضربوها إلا على من جرت عليه الموسى‏.‏

وجعلها على أهل الذهب أربعة دنانير وجعل عليهم لأرزاق المسلمين من الحنطة لكل رجل مديين ومن الزيت ثلاثة أقساط بالشام والجزيرة مع إضافة من نزل بهم ثلاثًا‏.‏

عن مكحول قال‏:‏ كل عشري بالشام فهو مما جلا عنه أهله فأقطعه المسلمون فأحيوه وكان مواتًا لاحق فيه لأحد فأحيوه بإذن الولاة‏.‏

أمر قبرس قال ألوا قدي وغيره‏:‏ غزا معاوية بن أبي سفيان في البحر غزوة قبرس الأولى ولم يركب المسلمون بحر الروم قبلها‏.‏

وكان معاوية استأذن عمر في غزو البحر فلم يأذن له‏.‏

فلما ولى عثمان بن عفان كتب إليه يستأذنه في غزوة قبرس ويعلمه قربها وسهولة الأمر فيها‏.‏

فكتب إليه أن قد شهدت مارد عليك عمر رحمه الله حين استأمرته في غزو البحر‏.‏

فلما دخلت سنة سبع وعشرين كتب إليه يهون عليه ركوب البحر إلى قبرس‏.‏

فكتب إليه عثمان‏:‏ فإن ركبت ومعك امرأتك فاركبه مأذونًا لك وإلا فلا‏.‏

فكتب إليه عثمان‏:‏ فإن ركبت ومعك امرأتك فاركبه مأذونًا لك وإلا فلا‏.‏

فركب البحر من عكا ومعه مراكب كثيرة وحمل امرأته فأخته بنت قرظة بن عبد عمرو بن نوفل ابن عبد مناف بن قصي وحمل عبادة بن الصامت امرأته أم حرام بنت ملحان الأنصارية وذلك في سنة ثمان وعشرين بعد انحسار الشتاء ويقيا في سنة تسع وعشرين‏.‏

فلما صار المسلمون إلى قبرس فأرقوا إلى ساحلها وهي جزيرة في البحر تكون فيما يقال ثمانين فرسخًا في مثلها - بعث إليهم أركونها يطلب الصلح وقد أذعن أهلها به فصالحهم على سبعة آلاف ومائتي دينار يؤدونها في كل عام وصالحهم الروم على مثل ذلك فهم يؤدون خرجين‏.‏

واشرطوا أن لا يمنعهم المسلمون أداء الصلح إلى الروم واشترط عليهم المسلمون أن لا يقاتلوا عنهم من أرادهم من ورائهم وأن يؤذنوا المسلمين بسير عدوهم من الروم‏.‏

فكان المسلمون إذا ركبوا البحر لم يعرضوا لهم ولم ينصرهم أهل قبرس ولم ينصروا عليهم‏.‏

فلما كانت سنة اثنتين وثلاثين أعانوا الروم على الغزاة في البحر بمراكب أعطوهم إياها فغزاهم معاوية سنة ثلاث وثلاثين في خمس مئة مركب ففتح قبرس عنوة فقتل وسبي ثم أقرهم على صلحهم‏.‏

وبعث إليها باثنتي عشر ألفًا كلهم أهل ديوان فبنا يها المساجد‏.‏

ونقل إليها جماعة من بعلبك وبنى بها مدينة‏.‏

وأقاموا يعطون الأعطية إلى أن توفى معاوية وولى بعده ابنه يزيد فأقفل ذلكالبعث وأمر بهدم المدينة‏.‏

وبعض الرواة يزعم أن غزوة معاوية الثانية لقبرس في سنة خمس وثلاثين‏.‏

وحدثني محمد بن مصفى الحمصي‏.‏

عن الوليد قال‏:‏ بلغنا أن يزيد رشي مالًا عظيمًا ذا قدر حتى أقفل جند قبرس فلما قفلوا هدم أهل قبرس مدينتهم ومساجدهم‏.‏

عن أبيه قال‏:‏ لما غزيت قبرس الغزوة الأولى ركبت أم حرام بنت ملحان مع زوجها عبادة بن الصامت‏.‏

فلما انتهوا إلى قبرس خرجت من المركب وقدمت إليها دابة لتركبها فعثرت بها فقتلتها فقبرها بقبرس يدعى قبر المرأة الصالحة‏.‏

قالوا‏:‏ وغزا مع معاوية أبو أيوب خالد بن زيد بن كلب الأنصاري وأبو الدرداء وأبو ذر الغفاري وعبادة بن الصامت وفضالة بن عبيد الأنصاري وعمير بن سعد بن عبيد الأنصاري ووائلة بن الأسقع الكناني وعبد الله بن بشر المازني وشداد بن أوس بن ثابت وهو ابن أخي حسان بن ثابت والمقداد وكعب بن مانع وجبير بن نفيرالحضرمي‏.‏

حدثني هشام بن عمار الدمشقي قال‏:‏ حدثنا الويد بن مسلم عن صفوان بن عمرو أن معاوية بن أبي سفيان غزا قبرس بنفسه ومعه امرأته‏.‏

ففتحها الله فتحًا عظيمًا وغنم المسلمين غنمًا حسنًا‏.‏

ثم لم يزل المسلمون بغزوهم حتى صالحهم معاوية في أيامه صلحًا دائمًا على سبعة آلاف دينار وعلى النصيحة للمسلمين وإنذارهم عدوهم من الروم هذا أو نحو‏.‏

قالوا‏:‏ وكان الوليد بن يزيد بن عبد الملك أجلى منهم خلقًا إلى الشام لأمرٍ اتهمهم به‏.‏

فأنكر الناس ذلك فردهم يزيد بن عبد الملك إلى بلدهم‏.‏

وكان حميد بن معيوف الهمداني غزاهم في خلافة الرشيد لحدثٍ أحدثوه فأس منهم بشرًا ثم إنهم استقاموا للمسلمين فأمر الرشيد برد من أسر منهم فردوا‏.‏

حدثني محمد بن سعد عن الواقدي في إسناده قال‏:‏ لم يزل أهل قبرس على صلح معاوية حتى ولى عبد الملك بن مروان فزاد عليهم ألف دينار‏.‏

فجرى ذلك إلى خلافة عمر بن عبد العزيز فحطها عنهم‏.‏

ثم لما ولى هشام بن عبد الملك ردها‏.‏

فجرى ذلك إلى خلافة أبي جعفر المنصور فقال‏:‏ نحن أحق من أنصفهم ولم نتكثر بظلمهم‏.‏

فردهم إلى صلح معاوية‏.‏

وحدثني بعض أهلل العلم من الشاميين وأبو عبيد القاسم بن سلام قالوا‏:‏ أحدث أهل قبرس حدثًا في ولاية عبد الملك صالح بن علي بن عبد الله ابن عباس الثغور فأراد نقض صلحهم والفقهاء متوافرون‏.‏

فكتب إلى الليث ابن سعد ومالك بن أنس وسفيان بن عيينة وموسى بن أعين وإسماعيل ابن عياش ويحيى بن حمزة وأبي إسحاق الفزاري ومخلد بن الحسين في أمرهم فأجابوه‏.‏

وكان فيما كتب به الليث بن سعد‏:‏ إن أهل قبرس قوم لم نزل نتهمهم بغش أهل الإسلام ومنا صحة أعداء الله الروم وقد قال تعالى‏:‏ {‏وإما تخافن من قومٍ خيانةً فانبذ إليهم على سواء‏}‏‏.‏ ولم يقل لا تنبذ إليهم حتى تستيقن خيانتهم‏.‏

وإني أرى أن تنبذ إليهم وينظروا سنة يأتمرون‏.‏

فمن أحب اللحاق ببلاد المسلمين على أن يكون ذمة يؤدى الخراج قبلت ذلك ومن أراد أن ينتحي إلى بلاد الروم فعل ومن أراد المقام بقبرس على الحرب أقام فكانوا عدوًا يقاتلون ويغزون فإن في أنظار سنة قطعًا لحجتهم ووفاء بعدهم‏.‏

وكان فيما كتب به مالك بن أنس‏:‏ أن أمان أهل قبرس كان قديمًا متظاهرا من الولاة لهم‏.‏

وذلك لأنهم رأوا أن إقرارهم على حالهم ذلٌ وصغار لهم وقوةٌ للمسلمين عليهم بما يأخذون من جزيتهم ويصيبون به من الفرصة في عدوهم‏.‏

ولم أجد أحدًا من الولاة نقض صلحهم ولا أخرهم عن بلدهم‏.‏

وأنا أرى أن لا تعجل بنقض عهدهم ومنابذتهم حتى تتجه الحجة عليهم فإن الله يقول ‏{‏فأتموا إليهم عهدهم إلى مدتهم‏}‏‏.‏ فإن هم لم يستقيموا بعد ذلك ويدعوا غشهم ورأيت أن الغدر ثابت منهم أوقعت بهم فكان ذلك بعد الإعذار فرزقت النصر وكان بهم الذل والخزي إن شاء الله تعالى وكتب سفيان بن عيينة‏:‏ إنا لا نعلم النبي صلى الله عليه وسلم عاهد قومًا فنقضوا العهد إلا استحل قتلهم غير أهل مكة فإنه من عليهم وكان نقضهم أنهم نصروا حلفاءهم على حلفاء رسول الله صلى الله عليه وسلم من خزاعة‏.‏

وكان فيما أخذ على أهل نجران أن لا يأكلوا الربا فحكم فيهم عمر رحمه الله حين أكلوه بإجلائهم‏.‏

فإجماع القوم أنه من نقض عهدًا فلا ذمة له‏.‏

وكتب موسى بن أعين‏:‏ قد كان يكون مثل هذا فيما خلال فيعمل الولاة فيه النظرة‏.‏

ولم أر أحدًا ممن مضى نقض أهل قبرس ولا غيرها ولعل عاميتهم وجماعتهم لم يمالئوا على ما كان من خاصتهم‏.‏

وأنا أرى الوفاء لهم والتمام على شرطهم وإن كان منهم الذي كان‏.‏

وقد سمعت الأوزاعي يقول في قوم صالحوا المسلمين ثم أخبروا المشركين بعورتهم ودلوهم عليها‏:‏ إنهم إن كانوا ذمة فقد نقضوا عهدهم وخرجوا من ذمتهم فإن شاء الوالي قتل وصلب وإن كانوا صلحًا لم يدخلوا في ذمة المسلمين نبذ إليهم الوالي على سواء {‏إن الله لا يهدي كيد الخائنين‏}‏‏.‏

وكتب إسماعيل بن عياش‏:‏ أهل قبرس أذلاء مقهورون يغلبهم الروم على أنفسهم ونسائهم فقد يحق علينا أن نمنعهم ونحميهم‏.‏

وقد كتب حبيب ابن مسلمة لأهل تفليس في عهده أنه إن عرض للمسلمين شغل عنكم وقهركم عدوكم فأن ذلك غير ناقضٍ عهدكم بعد أن تفوا للمسلمين‏.‏

وأنا أرى أن يقروا على عهدهم وذمتهم فإن الوليد بن يزيد قد كان أجلاهم إلى الشام فاستفظع ذلك المسلمون واستعظمه الفقهاء لما ولى يزيد بن الوليد بن عبد الملك ردهم إلى قبرس فاستحسن المسلمون ذلك من فعله ورأوه عدلًا ‏.‏

وكتب يحيى بن حمزة‏:‏ إن أمر قبرس كأمر عرب سوس فإن فيها قدوة حسنة وسنة متعبة‏.‏

وكان من أمرها أن عمير بن سعد قال لعمر ابن الخطاب وقدم عليه‏:‏ إن بيننا وبين الروم مدينة يقال لها عر بسوس‏.‏

وإنهم يخبرون عدونا بعوراتنا ولا يظهرونا على عورات عدونا‏.‏

فقال عمر‏:‏ فإذا قدمت فخيرهم أن تعطيهم مكان شاة شاتين ومكان بقرةٍ بقرتين ومكان كل شيء شيئين فإذا رضوا بذلك فأعطهم إياه وأجلهم وأخربها فإن أبو افا نبذ إليهم وأجلهم سنة ثم أخرجها‏.‏

فانتهى عمير إلى ذلك فأبوا‏.‏

فأجلهم سنة ثم أخربها‏.‏

وكان لهم عهد كعهد أهل قبرس‏.‏

وكل أهل قبرس على صلحهم والاستعانة بما يؤذن على أمور المسلمين أفضل‏.‏

وكان أهل عهد لا يقاتل المسلمون من ورائهم ويجري عليهم أحكامهم في دارهم فليسوا بذمة ولكنهم أهل فدية يكف عنهم ما كفوا ويوفى لهم بعهدهم ما وفوا ورضوا ويقبل عفوهم ما أدوا‏.‏

وقد روى عن معاذ بن جبل أنه كره أن يصالح أحدٌ من العدو على شيء معلوم إلا أن يكون المسلمون مضطرين إلى صلحهم لأنه لا يدري لعل صلحهم نفع وعز للمسلمين ‏.‏

وكتب أبو إسحاق الفزاري ومخلد بن الحسين‏:‏ أنا لم نر شيئًا اشبه بأمر قبرس من أمر عرب سوس وما حكم به فيها عمر بن الخطاب رضي الله عنه فإنه عرض عليهم ضعف مالهم على أن يخرجوا منها أو نظرة سنة بعد نبذ عهدهم إليهم فأبوا الأولى فانظروا‏.‏

ثم أخرجت وقد كان الأوزاعي يحدث أن قبرس فتحت فتركوا على حالهم وصولحوا على أربعة عشر ألف دينار‏:‏ سبعة آلاف للمسلمين وسبعة آلاف للروم ولإنا لنرى أنهم أهل عهد وأن صلحهم وقع على أمر السامرة حدثني هشام بن عمار عن الوليد بن مسلم عن صفوان بن عمرو أن عبيده بن الجراح صالح السامرة بالأردن وفلسطين وكانوا عيونا وأدلاء للمسلمين على جزية رؤوسهم أطعمهم أرضهم‏.‏

فلما كان زيد بن معاوية وضع الخراج على أرضهم‏.‏

وأخبرني قوم من أهل المعرفة بأمر جندي الأردن وفلسطين أن يزيد بن معاوية وضع الخراج على أرض السامرة بالأردن وجعل على رأس كل امرئ منهم خمسة دنانير‏.‏

والسامرة يهود وهم صنفان‏:‏ صنف يقال لهم الدستان وصنف يقال لهم الكوشان‏.‏

قالوا‏:‏ وكان بفلسطين في أول خلافة أمير المؤمنين الرشيد رحمه الله طاعون جارف ربما أتى على جميع أهل البيت‏.‏

فخرجت أرضوهم وتعطلت‏.‏

فوكل السلطان بها من عمرها وتألف الأكرة والمزارعين إليها فصارت ضياعًا‏.‏

للخلافة وبها السامرة‏.‏

فلما كانت سنة ست وأربعين ومائتين رفع أهل القرية من تلك الضياع تدعى بيت ماما من كوره نابلس وهم سامرة يشكون ضعفهم وعجزهم عن أدآء الخراج على خمسة دنانير‏.‏

فأمر المتوكل على الله بردهم إلى ثلاثة حدثني هشام بن عمار قال‏:‏ حدثنا الوليد بن مسلم‏.‏

عن سفيان بن عمر وسعيد بن عبد العزيز أن الروم صالحت معاوية على أن يؤدي إليهم مالًا وارتهن معاوية منهم رهناء فوضعهم ببعلبك‏.‏

ثم إن الروم غدرت فلم يستحيل معاوية والمسلمون قتل من في أيديهم من رهنهم وقالوا‏:‏ وفاء بغدر خير من غدر بغدر‏.‏

قال هشام‏:‏ وهو قول العلماء الأوزاعي وغيره‏.‏

أمر الجراجمة حدثني مشايخ من أهل إنطاكية أن الجراجمة من مدينة على جبل اللكام عند معدن الزاج فيما بياس وبوقا ويقال لها الجرجومة‏.‏

وأن أمرهم كان في أيام استلاء الروم على الشام وإنطاكية إلى بطريق إنطاكية وواليها‏.‏

فلما قدم أبو عبيده إنطاكية وفتحها لزموا مدينتهم وهموا باللحاق بالروم إذ خافوا على أنفسهم فلم ينتبه المسلمون لهم ولم ينبهوا عليهم‏.‏

ثم إن أهل إنطاكية نقضوا وغدروا فوجه إليهم أبو عبيده من فتها ثانية وولاها بعد فتحها حبيب بن مسلمة الفهري‏.‏

فغزا الجرجومة فلم يقاتله أهلها ولكنهم بادروا بطلب الأمان والصلح‏.‏

فصالحوه على أن يكونوا أعوانً للمسلمين وعيونًا ومسالح في جبل اللكام وأن لا يؤخذوا بالجزية وأن ينفلوا أسلاب من الرواد يف لأنهم تلوهم وليسوا منهم‏.‏

ويقال إنهم جاؤا بهم إلى عسكر المسلمين وهم أرداف لهم فسموا رواد يف‏.‏

فكان الجراجمة يستقيمون للولاة مرة ويعوجون أخرى فيكاتبون الروم ويمالئونهم‏.‏

قلما كانت أيام ابن الزبير وموت مروان بن الحكم وطلب عبد الملك الخلافة لتوليه إياه عهده واستعدادم للشخوص إلى العراق لمحاربة المصعب بن الربير خرجت خيل الروم إلى جبل اللكام وعليها قائد من قوادهم ثم صارت إلى لبنان وقد ضوت إليها جماعة كثيرة من الجراجمة وأنباط وعبيد أباق من عبيد يؤديه إليه لشغله عن محاربته وتخوفه أن يخرج إلى الشام فيغلب عليه‏.‏

واقتدى بصلحه بمعاوية حين شغل بحرب أهل العراق فإنه صلحهم على أن يؤدي إليهم مالًا وارتهن منهم رهناء وضعهم ببعلبك‏.‏

ووافق ذلك أيضًا طلب عمرو بن سعيد بن العاص الخلافة وإغلاقه أبواب دمشق حين خرج عبد الملك عنها فازداد شغلًا وذلك في سنة سبعين‏.‏

ثم إن عبد الملك وجه إلى الرومي سحيم بن المهاجر فتلطف حتى دخل عليه متنكرًا فأظهر الممالأة له وتقرب إليهم بذم عبد الملك وشتمه وتوهين أمره حتى أمنه واغتر به‏.‏

ثم إنه انكفأ عليه بقوم من موالي عبد الملك وجنده كان أعدهم لموقعته ورتبهم بمكان عرفه‏.‏

فقتله ومن كان معه فتفرق الجراجمة بقرى دمشق وحمص‏.‏

ورجع أكثرهم إلى مدينتهم باللكام وأتى الأنباط قراهم فرجع العبيد إلى مواليهم‏.‏

وكان ميمون الجرجماني عبدًا روميًا لبني أم الحكم أخت معاوية بن أبي سفيان وهم ثقفيون وإنما نسب إلى الجراجمة لاختلاطه بهم وخروجه بجبل لبنان معهم‏.‏

فبلغ عبد الملك عنه بأس وشجاعة فسأل مواليه أن يعتقوه ففعلوا‏.‏

وقوده على جماعة من الجند وصيره بإنطاكية فغزا مع مسلمة بن عبد الملك الطوافة وهو على ألفٍ من أهل إنطاكية‏.‏

فاستشهد بعد بلاءٍ حسن وموقف مشهود‏.‏

فغم عبد الملك مصابه وأغزى الروم جيشًا عظيمًا طلبًا بثأره‏.‏

قالوا‏:‏ ولما كانت سنة تسع وثمانين اجتمع الجراجمة إلى مدينتهم وأتاهم قوم من الروم من قبل الاسكندرونة وروس‏.‏

فوجه الوليد بن عبد الملك إليهم مسلمة بن عبد الملك فأناخ عليهم في خلق من الخلق فافتتحها على أن ينزلوا بحيث أحبوا من الشام ويجري على كل امرئ منهم ثمانية دنانير وعلى عيالا تهم القوت من القمح والزيت وهو مديان من قمح وقسطان من زيت وعلى أن لا يكرهوا ولا أحدٌ من أولادهم ونسائهم على ترك النصرانية وعلى أن يلبسوا لباس المسلمين ولا يؤخذ منهم ولا من أولادهم ونسائهم جزية وعلى أن يغزوا مع المسلمين فينفلوا أسلاب من يقتلونه مبارزة وعلى أن يؤخذ من تجارتهم وأموال موسر يهم ما يؤخذ من أموال المسلمين‏.‏

فأخرب مدينتهم وأنزلهم فأسكنهم جبل الحوار وسنح اللولون كذا وعمق تيزين‏.‏

وصار بعضهم إلى حمص ونزل بطريق الجرجومة في جماعة معه إنطاكية هرب إلى بلاد الروم‏.‏

وقد كان بعض العمال ألزم الجراجمة بإنطاكية جزية رؤوسهم فرفعوا ذلك إلى الواثق بالله رحمه الله وهو خليفة فأمر بإسقاطها عنهم‏.‏